الأوقاف
أوقاف أسيوط تُطلق أضخم حملة دعوية خلال شهر نوفمبر بعنوان: خطر التفكك على المجتمع
21 ندوة تُضيء طريق الأسرة وتناقش خطر التفكك على المجتمع
أوقاف أسيوط تُطلق أضخم حملة دعوية خلال شهر نوفمبر 21 ندوة تُضيء طريق الأسرة وتناقش خطر التفكك على المجتمع”
================================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية.
نظمت مديرية أوقاف أسيوط يوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2024 سلسلة من الندوات العلمية بلغت 21 ندوة، لتشمل جميع مراكز ومدن المحافظة. جاءت هذه الندوات بعنوان “التفكك الأسري وخطره على الفرد والمجتمع”، وشارك فيها نخبة من أئمة وقيادات المديرية الذين تناولوا هذا الموضوع بعمق وشمولية، مستندين إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ، في محاولة لتسليط الضوء على هذه القضية المهمة التي تمثل تحديًا كبيرًا للأسرة والمجتمع.
افتُتحت الندوات بتعريف التفكك الأسري، حيث بين المحاضرون أنه حالة من الضعف أو الانهيار في الروابط التي تجمع بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى غياب الانسجام والتفاهم بين أعضائها. واستشهدوا بقول الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم: 21)، موضحين أن المودة والرحمة هما أساس الاستقرار الأسري. وأكد المحاضرون أن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فإذا أصابها التصدع انعكس ذلك سلبًا على الأفراد والمجتمع بأسره.
تناولت الندوات الأسباب المؤدية إلى التفكك الأسري، حيث أشار الأئمة إلى أن ضعف الوازع الديني يعد أبرز هذه الأسباب. فالابتعاد عن تعاليم الإسلام التي تحث على البر والتراحم بين أفراد الأسرة يؤدي إلى تفاقم المشكلات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي). كما أشاروا إلى تأثير النزاعات المادية، حيث تُعد الخلافات حول الإنفاق أو التقصير في تحمل المسؤوليات من أكثر الأسباب شيوعًا. كما أن غياب الحوار الأسري الفعال يؤدي إلى تراكم المشكلات وغياب التفاهم، بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام التي تسهم أحيانًا في نشر قيم دخيلة تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسرة.
استعرض الأئمة آثار التفكك الأسري على الفرد والمجتمع، موضحين أنه يسبب مشكلات نفسية واجتماعية جسيمة. فعلى مستوى الفرد، يؤدي التفكك إلى الشعور بالعزلة والانطواء، وقد يدفع الشباب إلى الانحراف السلوكي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” (رواه البخاري). أما على مستوى المجتمع، فإن التفكك الأسري يؤدي إلى انتشار الجرائم والعنف، ويضعف القيم الأخلاقية التي تعد أساسًا لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
وفي إطار البحث عن الحلول العملية لهذه المشكلة، قدمت الندوات مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية والحد من أسباب التفكك. كان من أبرز هذه التوصيات تعزيز القيم الدينية داخل الأسرة، حيث يجب أن تكون تعاليم الإسلام هي المرجعية الأساسية في تربية الأبناء وحل النزاعات. قال الله تعالى: “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا” (طه: 132). كما أكدت الندوات على أهمية الحوار الأسري، حيث يجب أن يخصص الآباء والأمهات وقتًا يوميًا للتواصل مع أبنائهم والاستماع إلى مشكلاتهم. وأوصى المحاضرون بضرورة اللجوء إلى الإرشاد الأسري ومراكز التوجيه لتقديم الدعم اللازم لحل المشكلات الزوجية.
وفي ختام الندوات، دعا الأئمة الحضور إلى التمسك بتعاليم الإسلام التي تدعو إلى التراحم والتآلف بين أفراد الأسرة، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (رواه مسلم). وأكدوا أن مسؤولية الحفاظ على كيان الأسرة لا تقع على عاتق الأفراد وحدهم، بل هي مسؤولية جماعية يجب أن يشارك فيها الجميع، بدءًا من الأسرة نفسها ومرورًا بالمؤسسات الدينية والتعليمية وانتهاءً بالمجتمع ككل.
وأبرزت هذه الندوات الدور الرائد الذي تقوم به وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف أسيوط في التصدي للمشكلات المجتمعية التي تهدد استقرار المجتمع. فقد جاءت هذه السلسلة من الندوات ضمن استراتيجية الوزارة لتعزيز الوعي المجتمعي ونشر القيم الأخلاقية والدينية التي تحفظ كيان الأسرة وتبني مجتمعًا قويًا ومستقرًا.
إتبعنا